-->

المنتخب التونسي يبحث عن إسعاد شعبه من بوابة بوركينا فاسو



    يستعد المنتخب التونسى لملاقاة نظيره البوركينى ضمن مباريات الدور ربع النهائى من كأس الأمم الأفريقية بالغابون و ذلك وسط آمال كبيرة من الشعب التونسى للتأهل إلى المربع الذهبى من المسابقة لأول مرة منذ عام 2004 .
    ستشهد أولى مواجهات الدور ربع النهائى من كأس الأمم الأفريقية بالغابون مباراة معقدة بين المنتخب التونسى و نظيره بوركينا فاسو، و ذلك فى ظل سعى كلاً من المنتخبين لحجز مكاناً لهما فى نصف نهائى المسابقة، فالمنتخب التونسى لم يبلغ المربع الذهبى منذ عام 2004 فى البطولة التى أُقيمت على أرضه وقتها وحينها توج باللقب الوحيد فى تاريخه أما المنتخب البوركينى فبلغ الدور ذاته لآخر مرة فى عام 2013 فى البطولة التى أُقيمت على أرض جنوب أفريقيا و عندها وصل للنهائى لكنه خسر اللقب أمام منتخب نيجيريا.
    و يدخل المنتخب التونسى المباراة بعد تقديمه أداء جيد فى دور المجموعات حيث حقق الفوز فى لقائين على الجزائر و زيمبابوى و خسر لقاء وحيد أمام السنغال، فيما سجل لاعبوه ستة أهداف أما دفاعه فتلقى خمسة أهداف مما يثير قلق الجماهير التونسية كثيراً نظراً لعدم التوازن بين خطوطه، و بالرغم من خسارته ضد السنغال إلا أن المنتخب التونسى إستحوذ على الكرة بنسبة 55% و كان الأخطر على المرمى بثمانية فرص محققة للتسجيل أما ضد الجزائر و زيمبابوى فكان الإستحواذ ملكاً له أيضاً و لكن بنسبة 52% فى اللقائين .
    و من الناحية الفنية تبدو طريقة لعب 4-2-3-1 هى الطريقة المثالية لنسور قرطاج و لكن ربما نقطة الضعف الوحيدة تكمن فى خط دفاع النسور، ففى حراسة المرمى يعد أيمن المثلوثى مصدر أمان كبير لخط الدفاع نظراً لخبرته الكبيرة إضافة لتألقه اللافت فى مرحلة المجموعات، أما خط الدفاع و الذى لم يغيره المدرب هنرى كاسبرجاك منذ إنطلاقة المسابقة و الذى يتكون من حمدى النقاز و صيام بن يوسف و أيمن عبد النور و على ملعول فبدت معاناته واضحة فى الدور الأول و أخطائه كثيرة خاصة المخضرم أيمن عبد النور الذى يحمل معه خبرة كبيرة من الملاعب الأوروبية إلا أنها لم تظهر حتى الآن فى "الكان" و لكن ربما يعود لتألقه من جديد بداية من موقعة ربع النهائى .
    و فى خط الوسط يمتلك المنتخب التونسى فى هذه النسخة أفضل اللاعبين و ربما أفضل خط وسط فى البطولة، و ذلك بوجود لاعبى إرتكاز هما محمد أمين بن عمر و فرجانى ساسى و اللذان يجيدان ليس فقط قطع الكرات و إنما صناعة اللعب أيضاً و حلقة وصل أساسية بين الدفاع و الهجوم و هذا إلى جانب الثلاثى صانعى اللعب يوسف المساكنى و وهبى الخزرى و نعيم سليتى الذى يعد أحد أبرز إكتشافات هذه البطولة، أما فى خط الهجوم فسواء إعتمد كاسبرجاك على أحمد العكايشى أو طه ياسين الخنيسى فكلاهما صاحب كفاءة عالية فى مركزه و قادر على تسجيل الأهداف .
    أما منتخب بوركينا فاسو و تحت قيادة مدربه البرتغالى باولو دوارتى فإستحق التأهل لربع النهائى عن جدارة هو الآخر بعدما تعادل فى أول لقائين ضد الكاميرون و الغابون ثم الفوز على حساب غينيا بيساو مما وضعه فى صدارة مجموعته، و سجل المنتخب البوركينى فى دور المجموعات أربعة أهداف فيما تلقت شباكه هدفين فقط، أما الإستحواذ على الكرة فلا تحبذه الخيول البوركينية ففى الثلاث مباريات الأولى ترك المنتخب البوركينى الإستحواذ لمنافسه حتى فى مباراته الآخيرة أمام غينيا بيساو معتمداً بشكل كبير على الهجمات المرتدة أو الضغط العالى على المنافس و إستغلال أخطاء المدافعين.
    و من الناحية الفنية يعتمد المنتخب البوركينى منذ إنطلاقة البطولة على طريقة لعب واحدة هى 4-2-3-1، و ربما ما يجعله قادراً على تنفيذ خطته بإحكام هى القوة البدنية الكبيرة التى يتمتع بها جميع لاعبى المنتخب البوركينى مما سيشكل صعوبات عديدة أمام نسور قرطاج و لكن فى مقابل القوة البدنية تغيب سرعة الخيول و خاصة فى خط دفاعه الذى يتكون من باتريك مالو و إيسوفو دايو و باكارى كونى و ياكوبا كوليبالى و هو ما قد يحاول المنتخب التونسى إستغلاله للقضاء على منافسه، أما فى حراسة المرمى فتبدو الجماهير البوركينية مطمئنة فى ظل وجود الحارس المتألق هيرفى كوفى الذى أنقذ مرمى بلاده فى العديد من المناسبات خلال الدور الأول .
    و فى خط الوسط يتسم المنتخب البوركينى بصلابة كبيرة للغاية بوجود لاعبى إرتكاز من طراز عالى هما قائد المنتخب شارل كابورى و إلى جانبه رزاق تراورى، أما فى الوسط الهجومى فتبدو معاناة الخيول كبيرة بعد إصابة نجمه جوناثان بيترويبا إضافة إلى إصابة جوناثان زونغو و لكن وجود بدلاء كآلان تراورى و بيرتراند تراورى إلى جانب اللاعب ناكولما لن يجعل خط الوسط ضعيفاً، و فى خط الهجوم يبدو الحل الأبرز هو الإعتماد على المهاجم أريستيدى بانسي نظراً لخبرته السابقة فى البطولة الأفريقية أو المهاجم الشاب بانو دياوارا .
    و على الصعيد التاريخى تواجه المنتخبان مرة واحدة فقط فى تاريخ كؤوس أفريقيا كانت فى عام 1998 ضمن الدور ربع النهائى أيضاً حينما إستضافت بوركينا البطولة على أرضها و إنتهى اللقاء وقتها على وقع التعادل الإيجابى بهدف لمثله و لكن فاز المنتخب البوركينى فى النهاية بركلات الترجيح بثمانية ركلات مقابل سبعة .
    و من جانب آخر تأهل المنتخب البوركينى مرتين فقط فى تاريخه للدور ربع النهائى الأولى كانت فى عام 1998 ضد تونس أما المرة الثانية فكانت فى عام 2013 ضد منتخب توغو و فاز أيضاً فيها و لكن بهدف مقابل لا شئ بعد الأوقات الإضافية، أما المنتخب التونسى فتواجد فى ربع النهائى 7 مرات فى التاريخ لكنه لم يستطع أن يتخطى هذا الدور سوى فى 3 مناسبات فقط عام 1996 على حساب منتخب الغابون بركلات الترجيح و عام 2000 على حساب منتخب مصر بهدف مقابل لا شئ و عام 2004 على حساب منتخب السنغال بذات النتيجة، بينما تعرض للإقصاء 4 مرات فى عام 1998 أمام منتخب بوركينا فاسو بركلات الترجيح و عام 2006 أمام منتخب نيجيريا بركلات الترجيح من جديد و عام 2008 أمام منتخب الكاميرون بعد خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد الأوقات الإضافية و أخرها فى عام 2015 أمام منتخب غينيا الإستوائية منظم البطولة وقتها بعد خسارته بهدفين مقابل هدف واحد بعد الأوقات الإضافية .
    شارك المقال

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق